(12)مذكرات طفل .. طخين

المحطه الاتناشر .. هي سايبه !؟؟
-----------------------

خالد صالح : اوعو تكونو فاكرين ان البلد سايبه .. البلد فيها حكومه .. والحكومه دي هي انا
قال الامين خالد صالح هذه الجمله وهو يتمشى بيننا في التخشيبه وكأنه اسد في عرينه .. كان بحق امبراطورا على مجموعة من المجرمين الأبرياء الذين ساقهم حظهم العاثر في وجهه .. وكانت كل جريمتهم انهم فاتحين انترنت كافيه .. من غير سيديهات اصلي

خالد صالح : انا عايزكم تفهمو كويس اني ماحبش حد يسرقني ويستعماني .. عايزين تاكلو عيش ماقلناش حاجه .. عايزين تتجوزو خير وبركه حلال مش هقدر احرمه .. انما ماتدونيش حقي اقفلكم واقول ستوووووب .. ده اللي مالوش خير في خالد .. مالوش خير في مصر

شدتني عبارته الاخيره للغاية .. خصوصا بعد ان عرفت من احد رفقاء الزنزانه ان خالد صالح واخد كورسات اوفيس واكسيل وكمان خريج حقوق وكان نفسه يترقى لظابط .. ولما ماعرفش يترقى نتيجة رفض وزارة الداخليه لقبول كل امناء الشرطه واللي معاهم ليسانس حقوق واللي بقو اكتر من الظباط الحاليين .. اشترى جهاز كومبيوتر ورايتر وبقى بينسخ سيديهات ويبيعها للناس .. لكن للأسف الناس اللي اتمسكو النهارده وانا معاهم ماكانوش مشترين سيديهات من عنده عشان بيبيعها غالي .. بيبيعها بسعر السيديهات الاصليه .. وبيتحجج بانه بيحميهم ومش هيخلي بتوع المصنفات يتلككولهم ولا يهوبو ناحيتهم
خالد صالح : - ناظرا لي - وانت ياد يا طخين
-------
خرجت سونيا من الغرفة اللي قاعدين فيها هي وسامبا بعد ماعرفت تشحن الكارت ابو عشره جنيه .. وفي أثناء ماهم خارجين وماشيين جنب الغرفه الملاصقه لغرفتهم - واللي كل مره تعدي قدام بابها تبقى عايزه تفتح الباب لكن في حاجه بتمنعها خصوصا بعد ماتبص لسامبا تلاقيه بيؤكد لها انه يستحسن ماتفتحش الباب - ووقفت قدام الباب وحطت ايدها على الأُكره وهي مصممة انها تفتح باب الاوضه المره دي .. لكن سرعان ما شالت ايدها وانتابتها حالة بكاء بحزن .. وكادت ان تنهار وتقع على الارض لولا ان سامبها سندها من كتفها .. واستمرو في طريقهم خارج المصنع المهجور وهي بتتمتم بصوت واطي وكللو حزن وبتقول
سونيا : منك لله يا سوووو .. منك لله
---------
اترعبت لما سمعت صوت خالد صالح وهو بينادي علي في وسط التخشيبه .. لكن قلت في عقل بالي .. العمر واحد والرب واحد .. واستحمل يا سوووو مادمت عملت فيها السبع رجاله .. ورحت رادد عليه بصوت كللو قوه
سوووو : بس ماتقولش ياد .. طخين آه .. انما انا مش ياد
خالد صالح : - وهو يقترب مني - لا باين عليك واد جدع
انتشيت فخرا من كلامه .. ولو اني مش عارف يعني ايه انتشيت .. لكن انا حسيتني انتشيت
خالد صالح : - وهو يقترب مني الى ان اصبح مواجها لي - تقدر تقولي ايه اللي انت عملته ده في رجالتي؟؟
اقتربت منه برضه ومافيش حد احسن من حد .. ورحت رافع عيني في عينه وقلتله
سوووو : علمتهم الأدب .. ماهو مايصحش يستغلو سلطتهم ويتشطرو على حتة عيل غلبان .. وسايبين الحراميه الكبار
كانت كلمتي هذه بمثابة صدمه للأمين خالد صالح .. فلقد شعرت به وقد دخل في قلبه بعض الشكوك من أن اكون أحد العيال اللي بيقعدو على البورصه وبيطالبو بحقوق الانسان وبيعملو مظاهرات واضرابات وعايشين في الدور .. لكنه نزل براسه لغاية مابقى في مستوى راسي .. وقال بصوت واطي وهادي
خالد صالح : عارف لو كان كلامك صح .. يبقى انت فعلا عيل جدع
ورفع رأسه بسرعه واتجه خارج باب التخشيبه ولكن قبل خروجه نظر لأحد العساكر وقال له وهو ينظر الي
خالد صالح : شوفوله لقمه ياكلها .. وبعد كده خلوه يطلعلي فوق
--------
في مبنى الجهاز الامني رفيع المستوى .. دخل مصطفى شعبان ومنى زكي على رئيس الجهاز وكان يبدو عليهما التوتر والاضطراب
توفيق عبد الحميد : - وهو يلعب سوليتير عالكومبيوتر - خير يا ولاد .. في حاجه ؟
مصطفى شعبان : - يتكلم متلعثما - الحقيقه يافندم في مشكله
توفيق عبد الحميد : - وهو مستمر في اللعب على الكومبيوتر - اكيد مش زي المشكله اللي انا فيها
منى زكي : - وهي تتقدم خطوة في اتجاه توفيق بيه - الحقيقه يا توفيق بيه .. هي مشكله كبيره
توفيق عبد الحميد : - وهو ينظر اليهم بقلق ويقف من على كرسي المكتب - اوعي تقوليلي ان المرتبات نزلت وماحسبوليش الاضافي؟؟
مصطفى شعبان : لا يافندم لسه المرتبات مانزلتش
توفيق عبد الحميد : - وهو يتنفس الصعداء - يبقى أي مشكله تانيه تهون
منى زكي تشاور لمصطفى انه لازم هو اللي يقوللو ومصطفى بيزقها من كتفها عشان هي اللي تقول وهي بتشيل ايده من على كتفها وهو مستمر في زقها
توفيق عبد الحميد : - مقاطعا - في ايه يا جرعان ماتخلصونا في الليله دي
مصطفى شعبان ومنى زكي : - في نفس واحد وهم مخضوضين - سوووو اتخطف
توفيق عبد الحميد : - وهو يبتسم ويجلس مرة اخرى على الكرسي - ياسلام .. طب مانا عارف
--------
يتبع

سوووو