الجمعة، ٤ محرم ١٤٣٢ هـ

ليل - خارجي

.. المكان .. شارع يسيطر عليه الهدوء ويخلو من المارّه .. الاضاءة خافته
شخص يمشي على قدميه في الشارع .. و يحمل في يده علبة مكتوب عليها إسم محل للحلويات
.. يتلفت الشخص حوله ليستكشف الشارع .. ويبدو انه يمشي فيه لأول مره تقريبا
ينظر الشخص في اتجاه أحد العمارات .. فيجد بنت صغيرة تجلس على كرسي أمام مدخل العماره .. والكرسي البلاستيكي الذي تجلس عليه .. مكسورة أحد أرجله وملحومة بقطعة خشبيه مُمسمرة بشكل بدائي
ينام بجوارها طفل أصغر منها منكفيا او نائما على بطنه .. مستلقيا على قطعة من الموكيت القديم .. أمامه كتاب مفتوح وكراسة ورقيه .. ويحمل في يده قلم خشبي .. ويبدو وكأنه يقوم بحل الواجب المدرسي المُكلّف بحلّه
يجلس الطفل والبنت أمام العمارة وكأنهم أبناء الحارس .. حيث يبدو ذلك من ملابسهم وهيئتهم
.. يقترب الشخص منهم وينظر لهم ويسألهم
الشخص : - مُبتسما ليُطمئنهم - امال ابوكم فين ؟
ينظر الطفل اليه باستعجاب .. ثم ينظر للبنت والتي يبدو انها اخته الكُبرى .. حيث تبدو ملامحهم متشابهه
.. تقف البنت الصغيرة وتتقدم خطوة في اتجاه الشخص ويبدو عليها القلق والارتباك
البنت : ابويا في مشوار .. بس امي جوّه
وتشير البنت بيدها للداخل في اتجاه مدخل العماره .. حيث يبدو باب خشبي منزوي في أسفل بير السلم المؤدي للأدوار العليا
الشخص : - محافظا على ابتسامته - طب ممكن تنادي عليها ؟
.. تدخل البنت للداخل وهي تُسرع في مشيتها
.. يعتدل الطفل في جلسته ويقف على قدميه .. وكأنه يأخد مكان اخته في حراسة العمارة
الشخص : - ينظر للكراسة الورقيه ويبتسم - انت في المدرسه ؟
الطفل : - يٌبادله الابتسام - ايوه .. رابعه ابتدائي
الشخص : وياترى شاطر ولا مش قوي ؟
الطفل : ايوه شاطر .. بس العربي صعب شوية
الشخص : همم .. انت اسمك ايه بقى ؟
الطفل : عبدالله
الشخص : ولما تكبر عايز تبقى ايه يا عبد الله ؟
الطفل : عايز اطلع مدرس حساب .. زي استاذ خالد
.. تخرج الطفله وخلفها الأم وهي تربط الإيشارب على رأسها وتنظر للشخص في توتر
.. تقف البنت الصغيره بجوار أخيها وتتقدم الأم عنهم بخطوة أو أقل
الأم : - وهي متوتره - ايوه يا بيه .. "شفيع" راح مشوار جارينا هنا
الشخص : - بلهجة استفهامية ودوده وهو مبتسم - "شفيع" ده اللي هو أبو عبدالله ؟
الأم : - تنظر للأطفال ثم تنظر للشخص بارتياب - ايوه يا بيه .. خير في حاجه ؟؟
.. يمد الشخص يده بالعلبه في اتجاه الأم
الشخص : - مُبتسماً - لا ولا حاجه .. بس قلت اجيبلكم العلبه دي
.. يحاول الطفل التقدم لأخذ العلبه .. فتسحبه اخته من كتفه .. فيحاول التخلص منها
.. تضع الأم يدها على رأس الطفل لتمنعه من التقدم .. وتنظر للشخص بقلق
الأم : - بابتسامة مصحوبة بالارتياب - علبة ايه دي يا بيه !؟
الشخص : ياستي دي حاجه بسيطه - وينظر للطفل بابتسامة - عشان عبد الله يذاكر كويس
الأم : - مندهشه - هو انت تعرف عبدالله يا بيه ؟؟
الشخص : - محافظا على ابتسامته - آه أعرفه - ويعود بنظره للطفل وتزداد ابتسامته - واعرف انه شاطر في المدرسه كمان
تنظر الأم للطفل بفخر .. وتبتسم البنت وتتحول وضعية يدها على كتف الطفل لوضع أشبه بالاحتضان والفرح
.. ينزل الشخص على ركبته لكي تُصبح رأسه في مستوى رأس الطفل .. ويمد يده بالعلبه إليه
الشخص : - مُبتسماً - خد يا عبد الله - تزداد ابتسامته - وعايزك تشد حيلك في العربي .. ماشي !!؟
يبتسم الطفل ويتقدم لأخذ العلبه .. وبجواره اخته التي تتقدم هي ايضا وتساعده في حملها
الأم : - بنبرة صوت فَرِحَة يشوبها بعض من الهمّ - والله يا بيه .. أبوه هاري نفسه شغل .. في الصبح شغال مستوظف في شركة البتروم .. وبالليل بيرجع يقضي مشاوير السكان بتوع العماره
.. يقف الشخص على رجليه كما كان من قبل
الشخص : ربنا يقويكم يارب
.. تنظر الأم للأطفال وتبتسم وهي تشاهد فرحتهم بالعلبه
.. يحاول الأطفال فتح العلبه
ينظر لهم الشخص وهو مبتسم أكثر مما كان من قبل .. ثم ينظر للأم ويودعها وهو يتراجع بقدميه خطوة للوراء
الشخص : طب هاستأذن انا .. سلامو عليكو
الأم : طب ماقولتلناش اسمك ايه يا بيه ؟
.. يتوقف الشخص عن المشي وينظر للطفل وهو مبتسم
الشخص : اسمي .. عبد الله .. سلامو عليكو
.. ينصرف الشخص وهو مبتسم
.. تنظر الأم للشخص وهي مبتسمة باندهاش
الأم : - بصوت عالٍ نسبياً - سلامة الله وبركاه
تنظر الأم للأطفال فتزداد ابتسامتها .. وتضع يدها على كتف الطفل وتسحبه وأخته لداخل العماره ..
لغرفتهم ذات الباب الخشبي
.. يمضي الشخص ويبتلعه ظلام الليل في الشارع الهادئ
.. نسمع صوت أقدام الشخص وهو يمشي .. و صوته وهو يدندن بصوت خافت
صوت الشخص : إفتح حُضنك للعالَم .. حِبّ و ما تحِبّش تكرَه .. والدنيا لو جارحه .. لوّنها لون فرحه
.. قطع

سوووو