الاثنين، ٥ شعبان ١٤٣٣ هـ

ساعات الصَبر


عشان الصَخر يبقى جَمال
مِحتاج عَزيمة تِهدّ جبال
.. مِش حُوجة أبطال أثقالِ
لأ حُوجه .. لصَبر رجال

سوووو

الجمعة، ٢ شعبان ١٤٣٣ هـ

ساعات الصُبح


الصُبح صَبَح والنور اهو بان
وكل وقت مخصوص له آدان
.. و وقت العتمه مهماً طال
مش هايسَوّد .. عـ الألوان


سوووو

الأربعاء، ٣٠ رجب ١٤٣٣ هـ

ساعات الخيال


ماتُحطّش سقف للخيال
دا مافيش فـِ الحياه شيء مُحال
.. و ان زاد خيالك حبّه حبّه
حبّه حبّه .. يبقى احتمال

سوووو

الجمعة، ١٨ رجب ١٤٣٣ هـ

مشهد سينما

في أفلام السينما .. بيكون في مشهد رئيسي .. ماستر سين , مشهد بيتقال فيه الخلاصه من الفيلم .. الزتونه بمعنى أدق , وفي كل مشهد في الفيلم - حتى لو مش ماستر سين - بيكون في حاجه معينه عايز يقولها صُنّاع الفيلم .. حاجه عايزين يقولوها على لسان البطل .. على لسان البطله .. على لسان حد من الشخصيات الفرعيه او الثانويه .. على لسان كومبارس ؛ أو مش شرط حاجه تتقال في حوار .. ممكن تبقى سيناريو أو وصف لحالة المشهد عموما ؛ يعني من الآخر .. كل مشهد في الفيلم بيقول حاجه مهمة

المقدمه دي سببها إنّي شفت مشهد في سينما الحياه .. مشهد شاركت فيه .. بس كنت كومبارس صامت أو مجاميع .. ما شاركتش في صناعته بدور رئيسي غير إنّي تابعته من أول ما حصل لغاية آخره , بداية المشهد لمّا كنت في اسكندريه من فتره قريبه باعاين مواقع لحاجه كنت باكتبها وقتها .. وهابدأ في تصويرها قريب إن شاء الله .. اتفقت مع صديقي جورج سعد انه يعدّي عليّ بعد ما يخلّص امتحانه .. ونطلع نروح القلعه في بحري

ركبنا المشروع - الميكروباص بلهجة الاسكندرانية - وقعدت انا وجورج في الكنبه اللي ورا السواق .. ما أخدتش بالي من شكل السواق ولا عنده كام سنه تقريبا , وقاعد جنب السواق اتنين شباب مقضينها هزار ومعاكسه , في الكنبه اللي ورا السواق مباشرة - اللي قعدت فيها انا وجورج - لقيت شاب في آواخر التلاتينات تقريبا قاعد من جوّه .. جنب الشباك وشكله كان راجع من الشغل أو رايح شغل .. كان لابس فورمال شويه .. قميص لونه ساده وبنطلون قماش وجزمه كلاسيك , وانا قاعد في النص .. وجورج قاعد عالحرف من ناحية باب الميكروباص

بمجرد ما اتحرك بينا الميكروباص .. جورج حط سماعة الإم بي ثري في ودانه ونفضّلي خالص .. وانا قضيتها استمتاع بمشاهدة الكورنيش وشوارع اسكندريه .. خصوصا اننا كنا وقت العصر تقريبا , الشاب اللي جنبي شكله كان مسحول في حاجه شاغله تفكيره , والاتنين اللي جنب السواق مقضينها معاكسه في البنات , والسواق قاعد جنبهم مافيش أي رد فعل خالص
 
قبل ما نوصل عند محطة سان ستيفانو .. في ناس طلبت من السواق انه يركن على جنب عشان ينزلو .. فعلا ركن ونزلو ومشي تاني , ولما جينا قدام سان ستيفانو كان في بنات شكلهم في أولى ثانوي أو في اعدادي .. بنات كتير واقفين بيهزرو وبيضحكو .. تقريبا كانو مخلصين امتحان وقتها وخرجو يتفسحو أو يغيّرو جو .. أو حتى يقابلو الشباب الموزز صحابهم

السواق هدّى خالص لغاية ما وقف قريب من تلات بنات واقفين على الرصيف .. بنت مدّيانا ضهرها وبنتين تانيين واقفين قدامها وباصين عالشارع .. هنا لقيت السواق بينادي على البنات دول وبيقول (ياصفاء) .. قالها كذا مره .. ياصفاء ياصفاء ياصفاء ؛ لدرجة ان بنت من اللي باصيين على الشارع قالت للبنت اللي مدّيانا ضهرها (بصي على السواق اللي بينادي عليكي) , البنت مابصتش .. ماعرفش بقى عن قصد .. ولا كانت فعلا ملخومه في الكلام مع البنت التالته .. اللي تقريبا ما لاحظتش ان في حد بينادي زي صاحبتهم اللي لاحظت , السواق اخد بعضه ومشي من غير ما البنت تبص عليه .. هنا لاحظت كذا حاجه .. ركزو معايا في الزتونه بتاعة المشهد
لمّا السواق بص على البنات .. لقيته كبير في السن .. يعني ممكن نقول في أواخر الاربعينات أو أوائل الخمسينات
الشاب اللي قاعد جنبي .. لمّا بص على السواق وهو بينادي على البنت .. اتضايق وكان شكله مخنوق وقال بصوت واطي يادوب انا اللي اسمعه بس (ياخي راعي فَرَق سِنّك !) , ودوّر وشه وبص ناحية الشباك اللي جنبه .. وممكن كمان يكون قال في سرّه إن البنت دي اصلا مش محترمه .. ماهي لو محترمه بتعرف منين الاشكال دي ؟؟
الشابيين اللي قاعدين جنب السواق .. ابتدو يسخنو في المعاكسه .. معذورين برضه .. قدامهم نافورة بنات اسكندراني زي القمر

هنا بقى حصلت العُقده بتاعة المشهد .. الزتونه اللي المخرج والمؤلف وصُناع الفيلم عايزين يقولوها .. ركزو معايا قوي بقى
السواق بص للشابين اللي جنبه وقال : اصل كنت عايز اعرف البنت صفاء بنتي عملت ايه في الامتحان .. ده انا طالع عيني امبارح معاها مراجعة في ورق الدرس اللي المدرس بياخد فيه دم قلبي .. كنت عايز اعرف ربنا عوّض تعبنا خير ولا ايه
!!!
الصدمه .. المفاجأه .. البولوف زي مابيتقال في لغة السينيمائيين , اتضح إن البنت دي بنته .. مش واحده بيعاكسها زي ما جه في دماغ الشخص اللي جنبي , وممكن تكون البنت سمعت صوت ابوها وهو بينادي عليها .. لكن اتحرجت تبص عليه لما صاحبتها قالتلها (بصي على السواق اللي بينادي عليكي) .. اتحرجت ان صاحباتها - وممكن الشاب الموز بتاعها - يعرفو ان ابوها سواق .. وممكن تكون فعلا ماسمعتش , والسواق نفسه ممكن يكون اتحرج إنه يحرج بنته ومشي من سُكات .. وقال لروحه يبقى يسألها لما يروّح بيتهم .. وما اتكلمش غير لمّا لقى الشابين دول هايزيطو في المعاكسه .. حب يلحقهم ويقولهم فيما معناه ان دول بنات غلابه .. اعتبروهم اخواتكم

المشهد ده قال حاجات كتير بين السطور .. حاجات خُلاصتها وزتونتها (التعصب) ؛ التعصب اللي بجد شايفه أكبر مشكله بنواجهها دلوقتي .. ولازم ناخد بالنا منها , الشاب اللي جنبي اتعصب نتيجة خلفية عِرقيه وممكن تكون دينيه متعصبه متشدده .. وشتم السواق - ولو بصوت واطي - لأن خلفيته الفكريه ان سواقين الميكروباصات كلهم أو اغلبهم كده , الشابين اللي جنب السواق متعصبين لشبابهم وعنفوانهم .. ضحايا مجتمع كرّس في داخلهم ان الأنثى دي عباره عن حتة لحمه من غير مشاعر .. وممكن يكونو فاكرين ان معاكستهم دي بتفرّح البنت .. شباب مكبوت عايز يخرّج الكبت اللي جواه في حكحكة أي بنت وخلاص , السواق نفسه سَلبي وكان سايبهم يعاكسو البنات .. لكن لمّا لقى ان بنته ممكن تتعاكس في وسط البنات .. إتعصب ليها وقال بوضوح انها بنته .. وسلبي أكتر ومتعصب للمنظرة والفشخره .. ده في حالة ان بنته اتحرجت منه وهو مشي عشان مايحرجهاش .. وكان لازم يزرع فيها اننا كلنا بشر .. مافيش فرق بين سواق ميكروباص وسواق طيّاره .. ماهو الاتنين بيسوقو وبيوصلو ناس لأماكن مختلفه .. ايه بقى !!؟

لو عرفنا نشيل التعصب ده من تفكيرنا .. ونشوف المشهد اللي قدامنا كامل ونحلله ونفكر فيه زي ماعملت .. هتتحل حاجات كتير ؛ اقولكم .. اعتبروني قدوة ليكم .. انا اساسا قدوة من زمان بس كنت مخبّي عليكم عشان الحسد .. مش قدوة وبس .. انا اساسا يالهوي .. انا ماحصلتش .. انا فوتوشوب

ياريت نشيل التعصب المُطلق اللي في دماغنا .. نشيل التعصب الديني والقَبَلي والفكري , نحط مكان التعصب ده تعصب إنساني .. نتحمق للإنسان ولو مالوش عنوان .. نتحمق لحق الروح في الحياه .. نشيل على أكتافنا قضية الإنسانيه اللي ربنا خلقنا عشانها
بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الآيه رقم 13 سورة الحجرات

واخدين بالكم من أول الآيه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) .. الناس في المُطلق .. مش (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
) زي ما في الايتين اللي قبلها .. اعتقد الآيه دي قالت كل اللي في دماغي .. وياريت نحترم بعض شويه بقى

ياريت نحترم بعض بدل ما اتجنن عليكم وانزل فيكم ضرب ياض انت وهو وهي
جاتكم القرف عالم تخنق وشعب منيّل بستين نيله .. ديهدي !!
سوووو