!! سوووو .. والتِسَع قطط

كانت امي - رحمة الله عليها إن شاء الله - تُطلق عليّ اسم أبو هريره , وذلك لأنني كنت كل يومين تلاته وانا راجع البيت .. أجيب معايا قطة من الشارع , وقد وصل بي الحال أنني في فترة من الفترات كنت أُربّي تِسَع قطط في البيت , وكان لهم معي ذكريات غريبة .. غريبة للغاية

هيام .. كانت أكبرهم سنا وأرجحهم عقلا , حيث كانت تشعر بقدومي كلما ركبت الاسانسير بتاع العماره وانا راجع .. بينما نسكن في الدور التاسع ! , وكانت تنتظرني على باب الشقه وتستقبلني
!! بالأحضان يابلادنا ياحلوة بالأحضان
كانت هيام أكثر القطط التي شاهدتها في حياتي .. اتزانا عاطفيا , حيث أنها لم تهرب من المنزل في فترة تزاوج القطط .. وفضّلت أن ترعى القطط الأصغر منها سنا
وكانت نهايتها مأساوية جدا .. حيث نَزلت هيام لأول - و آخر - مرّه للشارع .. وما أن وطأت الشارع بأقدامها .. حتى ظهرت عربية رُبع نقل طائشه .. فدهستها , وأمسكت بسائق العربيه
.. فوجدته ابن قُرني البواب الذي يحرس عمارة في أول شارعنا , ودببت معه خناقة لرب السما
!! وكدت أن أبطحه بطوبة قرن .. ولكن الناس حاشتني عن الفتك به

نيوتن .. وكان أغبى قط شفته على الإطلاق .. وكنت أراقب تصرفاته وأضحك ملء شدقي , واتذكر أن وصل به الغباء .. أن تسلل تحت البطانيه وانا نائم في أحد أيام الشتاء - أيام ما كان في شتاء فعلا - ونام على ذراعي اليمين .. وما أن نام وأنتخ .. حتى شعرت بماء دافئ ذو رائحة
! كريهة على يدي .. واتضح لي انه عملها على روحه .. وعلى إيدي
وكانت نهاية نيوتن تنُم عن غباء فطري .. حيث انه كان يمشي على سور البلكونه ونحن كما سبق وقلت آنفا .. نقطن في الدور التاسع , وكان - بسلامته - يمشي مختالا فخورا بظل قامته الذي يبدو له على الأرض , وفي أثناء مشيه مختالا فخورا .. ظهرت له ذبابه .. فأراد أن يصطادها .. قام ضارب برجليه القُداميّن والورانيّن - في توقيت واحد ! - وراح هوووووب .. وقع من الدور
!! التاسع

صافيناز .. وكانت أكثر القطط تناكةً وأنافةً وألاطةً ! , ولم تأكل في حياتها أو تمتد يدها - أو رجلها - مرّة واحدة إلى أرجُل الدجاج التي كانت أمي - الله يرحمها - تسلقها للقطط , بل كانت صافيناز
! بنت ذوات .. حيث كانت لا تأكل سوى لانشون حلواني .. وبالزيتون كمان
والحقيقة أن نهاية صافي كانت نهاية غريبة لا تتماشى مع ألاطتها .. حيث أنها تعرفت على قط من قطط الشوارع .. ويبدو انه عشّمها بالحلق فخرّمت آذانها .. وانساقت وراء رغبتها المحمومة ! , ويبدو أنه - القط ابن الحرام - أجّر لها صفيحة زبالة إيجار مفروش .. وبعد أن أخذ غرضه منها
!! تركها ؛ فاتجهت للانحراف بعد أن تعرفت على كام قطه من قطط شارع الهرم

وحيد .. كان وحيدا وفريدا من نوعه .. حيث كان أكثر قط مشاغب في عالم القطط , والدليل على مشاغبته .. انه لم يسمح لأي قط أن يجلس بجانبه على الكنبه أو على الكرسي - تقريبا كان بيتنحس
.. لمّا حد يقعد جنبه ! - وكانت تنتابه نوبات شجاعة مفرطة .. وينزل تلطيشا في كل القطط
! ماعدا هيام التي كانت تموء وهي تظغر له .. فيعرف ان الله حق
وبانتقال هيام الى الرفيق الأعلى .. فَلت عيار وحيد وانحرف بضمير .. وانضم لقطط الشوارع
! التي تضرب بقايا السلمون من الزباله .. وأصبح مسجل خطر سرقة عضم من قُدام الشقق
!! وهناك إشاعة تؤكد انه هو نفسه .. سفاح المعادي


رشا .. أكثر قطة صادفتها دلالا وميوعةً وإغراءًا , وكانت تغرر بكل القطط الذكور اللي عندنا
.. وتستدرج أحدهم لأي حته ضلمة في البيت , وتتركه - ياعين امه ! - بعد أن تأخذ غرضها منه
!! ثم تدور على غيره .. وكأنها تقول .. اللي بعده
والغريب أنها اختفت في ظروف غامضه .. وفي اعتقادي الشخصي انها اتجهت لعالم الفيديو كليب لما كانت تتمتع به من قوام رشيق .. جعلها تستحق عن جداره لقب هيفاء وهبي القطط , إضافة على قدرتها على التغرير بالقطط من مُجرد نظرة واحدة .. تفوق قدرة إليسا على الفتك بمشاعر
!! أجدعها شنب فينا .. نحن البشر
!! وهناك إشاعة تقول أن رشا انضمت لشبكة الدعارة التي أنشأتها القطه الهاربه .. صافيناز

المُكّعي .. وكان بحق .. مُكّعيا في حركته .. لكعاً في تصرفاته .. بطيئا في ردود أفعاله , وكانت له لحظات تأمل غريبة .. فقد كان يجلس على كرسي البلكونه وينظر للشمس وهو مُسَنتحا ومغمض
! العينين .. فاغرًا فاه للذباب يدخل ويخرج كما يشاء
واتذكر انه لم يكن يستطيع ان يأكل مع باقي القطط .. وذلك لأنهم كانوا يخطفون الاكل بسرعة .. وكان هو يقف مُذبهلا وكأنه يقول .. هو في ايه !؟
وكانت نهاية المُكّعي مُكّعية بشده .. وذلك لأنني في أحد أيام الصيف .. كنت قد ملأت البانيو لكي اهرب من قيظ الجو .. وخرجت من الحمّام لسبب لا أذكره .. وعندما عدت وجدته غارقًا في مياه البانيو ! ؛ فقلت لنفسي يبدو ان المُكّعي قد انزلقت رجله ووقع في الماء .. وترك نفسه للغرق
!! وهو يقول .. ماحنا كده كده هانموت ياعم الحاج

روتن .. أو تشيكوفسكي .. ونظرا لطول الاسم الثاني .. كنا نناديه بـ روتن , واتذكر انه كان ذو
! عين تختلف عن الاخرى لونا واتساعا .. واشك انه كان أعور .. وعامل عين عموله
و من مواقفه مع أمي - الله يرحمها - أنها كانت تقوم بخياطة أحد بنطلونات والدي بعد ان تفتق في منطقة حساسة , ويبدو أن روتن اعتقد أن أمي تلعب معه .. فأخذ يلعب بِبَكرة الخيط إلى أن تكعبلت حوله ولم نستطع أن نفكها .. فقمنا بقطعها , وبعد أن تحرر من قيود الخيط .. أمسك بالعلبة التي تحتوي على باقي بَكر الخيط .. وأخذ يضرب فيها بقدميه - أو يديه - وكأنه ينتقم منها ويقول
.. شفتوا قطّعت أختكم ازاي !؟
.. واختفى روتن بعد هذه الحادثه بأسبوع .. وأعتقد أن بَكر الخيط قد استفرد به في أحد الأيام
!! وقام بخنقه .. وتاوى جتته

لملوم .. كان لونه اسود فطيس , وكانت عنده قدره عجيبه على لملمة نفسه ودفن رأسه بداخل
! تجويف بطنه .. بما لا يدع مجالا للشك بأنه أي حاجه مكعبره وليس كائنًا حيًا على الإطلاق
وكنت دائما اتخض منه عندما أعود للبيت متأخرا .. فقد كنت أشاهد حاجه سوداء اللون .. مُكعبرة
! الشكل .. وبتقول (مياو) .. فاعتقدها فار بيشتغلني
هذا ولقد اختفى لملوم على حين غره , وفي اعتقادي الشخصي انه كان يلعب الاستغمايه مع باقي القطط .. ولملم نفسه داخل أكياس الزباله السوداء وهو يقول لنفسه .. ابقوا قابلوني لو عرفتوا تعتروا عليّ !!؟

وأخيرًا .. سوشي , وكان قطا شيرازيا أخذته من صديقي الذي رفض أهله الاحتفاظ به , وفهمت بعد ذلك سبب رفض أهله ؛ لأن سوشي باشا .. كان في الأصل حمار ! , حيث أنه ياما خربشني
.. وهو يلعب معي مُعتقدًا أنه بذلك دمه خفيف , بل وصل به الغباء والحُموريّه
! أن خربش كل بنات أخويا

وكانت هذه نهايتي مع عالم القطط .. حيث أن أمي - الله يرحمها - كانت تحب بنات اخويا أكتر
.. منّي , وكان أمامي اختيار من اثنين .. أن أترك البيت مع سوشي ونشوفلنا أي خرابه تحتوينا
.. أو أن أقوم بتسريبه , ولأني صاحب مبدأ طوال عمري .. سرّبت القط في ثانيه
!!! تطبيقا لأغنية نانسي عجرم .. أحبك آه .. اسيبك .. آه .. برضك
---

والآن .. أُصرّح انني افتقد مواء القطط .. وافتقد أيضا .. أن ألعب معهم

-

سوووو