اليوم الخامس أو .. الحلقه الاخيره
جايلك يا مصر .. جايلك يا طاهره
الساعه 6 المغرب .. المقرئين جم .. وابتدينا نجهز القعده عشان لما الناس تيجي ما يبقاش في حاجه ناقصه .. وجه الراجل اللي هايعمل القهوه وينزل الميه في الجنازه .. راجل كبيييير .. اسمه (سيد) الراجل ده حكايته حكايه
الراجل ده تقريبا عنده فوق المية سنه .. ومع ذلك بيشتغل ولا شاب عنده 20 سنه .. الراجل ده في بلدنا من ايام ثورة اليمن تقريبا
- والله ما اعرف ثورة اليمن كانت فين وامتى اصلا -
عم (سيد) اصلا مش صعيدي .. من البحيره .. كان بيحب واحده من بتوع الحلبه - يعني غازيه أو رقاصه كانت بترقص في الموالد في القرى التابعه لمركزنا او لبلدي .. في الساحه الشعبيه واللي اسمها الحلبه .. وعشان كده طلع مسمى واحده من بتوع الحلبه - اتعرف عليها في مولد من الموالد اللي كانت بتيجي ترقص فيه .. حبها .. وهي كمان حبته .. بس اخوها قاللها لو عايزك .. يبقى لازم ييجي معانا .. وفعلا .. جه معاهم الصعيد قرية قرية ومولد مولد .. لغاية ماتعب من نظرة الناس ليه ولمراته .. قام قاللها تسيب الشغل وهو هيشتغل في اي غيط باليوميه .. ووافقت عشان كانت بجد بتحبه .. لكن اخوها ما ينفعش يسيب الفرخه اللي بتبيضه كل يوم بيضه دهب زي ما بيقولو .. قام ملبسه تهمه وسرق مواشي او بهايم من الغيط اللي هو كان غفير عليه .. مش كده وبس .. لأ ده حرق محصول الدره في الغيط وقتل غفير تاني كان مع عم (سيد) .. واتحبس فيها عم (سيد) 10 سنين ظلم .. ولما طلع .. لقى ان مراته اتجوزت واحد تاني .. وكانت واخده ابنه معاها .. وطبعا عم (سيد) ماينفعش يرجع بلدهم تاني .. خصوصا ان اهله واخواته كلهم قاطعوه لما اتجوز الغازية .. وكمان عرفو انه اتحبس بعد ما الغازيه سابته .. لكن ولاد الحلال في القرية اللي هو كان فيها جمعوله مبلغ وخلوه يسرح بسجاير ولبان وكده .. واتعرف على راجل طيب كان بيديه بضاعه ..الراجل ده عنده بنت كانت متجوزه وجوزها مات .. وهي مخلفه منه واد وبنت .. الراجل ده قال لعم (سيد) .. تتجوز بنتي واخليك تمسك المحل .. عم سيد كان كبر .. قال ارتاح يومين .. وفعلا اتجوز بنت صاحب المحل .. ومسك المحل .. وحياته كانت مستوره لحاد ما الراجل حماه مات .. ساعتها بنته .. او مرات عم (سيد) جاتلاه شوطه في نافوخها .. من كتر زعلها على ابوها تقريبا اتجننت .. حاول انه يعالجها لكن مافيش فايده .. وفي الآخر .. قامت الست دي حرقت نفسها .. الموقف كان صعب على عم (سيد) .. هو ملزم انه يربي العيال الصغيرين .. وفعلا ربّاهم بالرغم من انهم مش ولاده .. وكبّر التجاره لحاد ما بقى عنده بدال المحل اربعه .. ابن مراته كبر .. بقى عنده بتاع 24 سنه .. وحب يتجوز .. عم (سيد) كان معتبره ابنه .. وفرح بيه قوي .. وكان ناوي يعمله فرح ولا في الاحلام .. لكن الواد كان عايز اكتر من كده .. كان عايز ياخد المحلات اللي كان واخد باله منها عم (سيد) .. كان بيقوللو .. انت مش ابويا اصلا .. وكمان اصل راس المال مش بتاعك .. ده بتاع جدي .. وكفايه عليك انك كنت بتاكل وتشرب وعايش مستور
شفتو الجحود .. بقى معقول حد يعمل كده في الراجل اللي رباه .. طب ايه اللي كان اجبر عم (سيد) من الأول انه يربيهم .. كان ممكن يوديهم عند اي حد من عمامهم .. او حتى يوديهم ملجأ .. لكن مارضيش انه يخون الراجل اللي آمنه على بنته وجوزهاله .. مارضيش انه يخون مراته حتى وهي ميته .. ياااااااااااه .. لسه في ناس زي عم (سيد) .. ما اعتقدش
ومن ساعتها عم (سيد) شغال بيخدّم على الناس في الجنايز وبس .. ولما استغربت وسألته
سوووو : عم سيد .. انت ليه مافكرتش انك تفتح قهوه .. او حتى تشتغل في قهوه .. او حتى تخدم على الناس في الافراح بدل مانت شغال في الجنايز وبس؟؟
سيد : واروح من ربنا فين .. فلوس القهوه حرام .. حتى لو كنت شغال في القهوه بس .. والغرض من خدمتي في الجنايز اني الاقي الموت قدامي كل شويه .. واترحم على اللي مات حتى لو ماكنتش اعرفه .. عشان لما اموت .. الاقي اللي يترحم علي
يااااااه يا عم (سيد) .. بالرغم من كل اللي حصلك ده .. ولسه متمسك بايمانك بربنا .. ومش عايز تعمل حاجه تغضبه .. بقى بالذمه ده كلام .. مش لو واحد مننا حصل معاه ربع اللي حصل لعم (سيد) .. كان عمل اللي ما يتعملش .. ابسطها كان كفر وقال ليه تعمل في كده يارب .. ليه
مش هاطول عليكم في حكاية عم (سيد) .. عشان انا بجد .. ناوي اعمله قصه لوحده .. خصوصا اني بجد احترمته وحبيته كمان
- ياخواننا عليه فنجان قهوه مظبوط .. مشششششكله -
الساعه 8 مساءا .. الناس ابتدت تيجي على المنضره .. واحنا كنا بنعمل حاجه لذيذه جدا .. كان كل ما حد يدخل علينا في الصوان .. تلاقو قرايب المرحوم كلهم بيقفو احتراما للي جاي يعزي .. انا في الساعتين الاولانين تقريبا وقفت وقعدت اكتر من 200 مره بس .. تقولوش تمرين 9 استعد .. بتاع الجيش
الناس من كتر ما كان عم (سيد) بيجيبلهم ميه ساقعه عشان يشربو .. خصوصا اننا كنا دخلنا في اغطسطس والجو كان حررررر مووووت - وده اثبات اكثر دقه لمصايب شهر اغطسطس معايا – لدرجة ان التلاجه ما بقتش مشهله عليهم .. قام (احمد) ابن المرحوم قالنا انا و(علي) نجيب تلج من المصنع اللي في الشارع الكبير .. والشارع الكبير ده تقريبا عرضه تلاته متر .. كبير كبير يعني .. رحت انا و(علي) بالعربيه بتاعتنا عشان نجيب تلج زي ما قالنا (احمد) .. جبنا حوالي خمس تلواح تلج .. وحطيناهم على سقف العربيه
- والله احسن من التكييييييف .. بس يا خوفي من اللي هايعمله معايه ابويا -
الساعه 10 بالليل .. امي اتصلت بي وقالتلي آجي آخدها من بيت خالي عشان تعزي في المرحوم .. أصل امي كانت قاعدة في بيت خالي عشان (اميره) كانت هاريه نفسها عياط .. وزعلانه عشان الكلام ده حصل بعد ما اتجوزت (حماد) .. وامي كانت قاعده معاها بتهديها .. طبعا بعد ما ابوي وافق ان امي تقعد هناك شويه وبعدين تيجي تعزي
رحت عشان اجيب امي من بيت خالي .. بعد ما استأذنت من ابويا وكل الناس الكبيره .. تبقى عيبه برضه لما امشي من غير ما اقولهم .. دخلت على بيت خالي مالقيتش غير الحريم الكبيره اللي كانت مستنياني آجي عشان اوصلهم بيت عمي عشان يعزو .. ولقيت (اميره) حالتها مبهدله .. هاريه نفسها عياط وزعلانه مووووت .. وبيني وبينكم عندها حق برضه .. بس اللي هي ماتعرفهوش .. ان عمامي كانو زعلانين على زعلها هي و(حماد) .. و(احمد) ابن المرحوم كان قاعد مع عمي (محمد) وعمي قاللوانه لازم يبعت مراته تروح بيت خالي عشان يهدي (اميره) .. وتقولها انها مالهاش ذنب في اللي حصل وان دي ارادة ربنا ولا راد لقضاء الله
قعدت شويه في بيت خالي على ما الستات يلبسو ويجهزو نفسهم .. في خلال ما انا قاعد لقيت بنت خالي (ناديه) ودي اكبر واحده من بنات خالي .. عندها تقريبا اربعين سنه .. وانا باعتبرها كأنها امي الصغيره
ملحوظه : انا اتولدت قبل ما (ناديه) بنت خالي تتجوز بحوالي اسبوع بس .. وساعة لما كانت بتتجوز في الفرح .. خدتني في حجرها واتصورت وهي شايلاني ودي كانت اول صوره لي في حياتي .. وتقريبا من كتر الزيطه حواليا واللمه والفرح وفلاش الكاميرا .. قمت عملتها على روحي .. وكل ما تشوفني تفتكر الموقف ده .. وتعقد تضحك .. وانا وشي يحمررررر ويخضررررر ويصفررررر .. اصلها بتجيب سيرة الموضوع ده .. قدام الستات
- احراااااااااااااااااااااج -
وانا قاعد .. لقيت (ناديه) بتقوللي ان بنتها (دنيا) بتعرف ترسم - فاكرين لما كنت قولتلكم ان (ناديه) عندها بنت بسم الله ماشاء الله .. جميله جدا .. بس الحلو ما يكملش .. وان بنتها دي مابتتكلمش .. ومع ذلك فنانه جداااا - بنتها دي .. اسمها (دنيا) .. وبتعرف ترسم .. ومش اي رسم .. لا .. دي كانت لما بتقعد بالليل لوحدها .. تروح جايبه حتة فحم من فحم الشيشه بتاعة ابوها .. وتقعد ترسم وشوش الناس .. والغريب في الحكايه دي .. اني انا لما كنت صغير كنت باعمل حاجه زي كده .. كنت باجيب اي قلم وارسم على اي ورقه .. انشالله حتى تكون ورقة جرنان قديم .. (ناديه) بنت خالي جابتلي رسم بنتها .. وقالتلي شوف يا باشمهندس وقولنا رأيك ايه .. البنت فعلا فنانه .. احساسها بالظل والنور والنسبه والتناسب .. وحركة القلم او حتة الفحم في ايديها بتقول انها موهوبه جدا .. وفي وسط الورق اللي هي راسماه .. لقيتها راسماني .. بس الغريب .. انها مطلعه شكلي قمور وحليوه
- ربنا مايوريكم شكلي في الحقيقه .. تقولوش عفركووش ابن فانتكووش -
لما (دنيا) شافتني وانا باشوف رسمها .. اتكسفت ودخلت المطبخ .. وبيني وبينكم .. انا كمان اتكسفت .. وساعتها حسيت بحاجه غريبه .. حسيت اني معجب بيها .. انا عمري ماحد قاللي كلمة حلوة في الحياه .. اقوم الاقي واحده راسماني .. وراسماني بشكل حلو قوي كده كمان
سوووو : شكلك كده حبيتها .. يكونش هو ده الحب من اول نظرة ؟؟؟
سوووو : مافيش حاجه اسمها حب من اول نظرة .. وبعدين ماينفعش اصلا
سوووو : ماينفعش ليه .. انت قلبك وعقلك مشدودين ناحيتها وماتنكرش
سوووو : بس ازاي ؟؟؟؟
سوووو : مافيش حاجه اسمها ازاي في الحب .. الحب لما بيجي .. مابيستأذنش
مافوقتش من الحوار اللي كنت سرحان فيه ده .. غير لما امي هي وباقي الستات بيقولولي انهم لبسو وجاهزين يروحو العزا .. بس (اميره) مش هاتيجي معاهم .. وطبعا ده ما ينفعش .. (اميره) دلوقتي بقت واحده من عيلتنا .. ما ينفعش انها ماتجييش .. قمت عشان اكلمها واعقلها واخليها تيجي معانا .. دخلت المطبخ عشان اكلمها .. لقيتها زعلانه .. بس بتحاول تداري زعلها.. لما شفتها قلتلها
سوووو : ايه يا عروستنا ... مش عايزه تيجي ليه ؟؟؟
أميرة : عروسه ؟؟؟؟ عروسه ايه دلوك - دلوقتي يعني
سوووو : ياسلااااااااام ؟؟؟ عروستنا طبعا .. وعروسة (حماد) .. ولا نسيتيه ؟؟؟
أميرة : - وهي بتداري دمعة هتنزل من عينيها - صعبان علي ولد عمك
سوووو : وبعديييييييين بقى .. بقولك ايه (اميره) .. والنبي .. عشان خاطري .. الحكاية مش مستحمله كل ده .. وبعدين انتي مالكيش ذنب في اللي حصل .. ده قضاء ربنا وقدره .. مافيش حد مننا بينقي وقت موته .. ولا بيختار الساعه اللي بيموت فيها
أميرة : - وهي بتعيط - بس الناس ماتعرفش الكلام ده .. الناس تلاجيهم دلوك عايجولو اني وشي وحش عليهم
سوووو : مين قال الكلام الاهبل ده ؟؟ وناس مين دول ؟؟ انا كنت معاهم وعارف ومتأكد ان مافيش حد منهم بيقول كده .. وبعدين لو هانتكلم عن النحس بقى .. يبقى انا
أميرة : انت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سوووو : ايوان .. انا
أميرة : كيف يعني ؟؟؟؟؟؟
سوووو : انا يا ستي كان عيد ميلادي امبارح .. شوفتي بقى
أميرة : ههههه .. دانت وشك فجر جوي .. ههههههههههه
سوووو : شوفتي بقى .. هههههههه انا موعووود .. عارفه يوم عيد ميلادي اللي فات .. الاهلي اتغلب من الزمالك هههههههههههه
أميرة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
لما لقيتها بتضحك .. فرحت اني عرفت اطلعها من الجو اللي هي فيه .. ورحت قايلها
سوووو : ياللا بقى عشان ما نتأخرش على الناس
أميرة : مش هاينفع آآجي .. عشان (دنيا) ماينفعش نسيبوها وحديها
سوووو : (دنيا) .. ونسيبها ليه يعني ؟؟؟.. تيجي معانا هي كمان .. ولا هي مش من العيله
أميرة : ماشي .. اجوللها واخليها تلبس وتيجي معانا
سوووو : yesssssssssssssss - في سريّ طبعا
طلعت من بيت خالي .. وقعدت في العربيه على ما الباقي يجهزو وييجو ورايه .. لما امي والباقي جم .. لقيت ان عددهم كتير .. كانو حوالي سته .. امي ومرات خالي (كمال) ومرات خالي (انور) و (ناديه) و(اميره) و(دينا) .. يعني المساعدين بتوع العربيه خلاااااااااااااص
- ابوي هايجتلني جاتيييييييييل -
وبعدين العدد ده كله هايركب ازاي ؟؟؟ .. لقيت امي بتقول
أمي : الاوزان التقيله .. يقعدو في الكنبه من ورا
- هي ومرات خالي (انور) ومرات خالي (كمال) و(ناديه) -
امي : و(اميره) و(دنيا) يقعدو عالكرسي القدماني
- اقتراح هاااايل .. امي ذكيه جداااااااااااااااا .. مش عارف انا طالع غبي لمين -
وفعلا .. قعدت (اميره) عالشباك .. و(دنيا) من جوه .. جنبي
- نفس الاحساس بييجيلي تاني .. غريبه .. مش كده -
مشينا واحنا بنتكلم في مواضيع غريبه .. مواضيع ستات يعني .. زي مثلا
مرات خالي كمال : هي مرات (عبدالحميد ابو غريب) هاتيجي ولا لأ ؟؟؟
- يطلع مين هو ده اصلا ؟؟؟ -
مرات خالي انور : انتي مالجيتيش غير الفستان ده تييجي بيه
بتقول كده لامي .. عشان امي كانت لابسه حاجه كحلي مش اسود .. اصلنا جايين على فرح ابن عمي .. مش على جنازة عمي
(دنيا) كانت كل شويه تبصلي .. وانا كمان .. وتقريبا كده (اميره) لاحظت الموضوع ده .. لقيت امي بتسألني
امي : وانت يا منيل على عينك هتسافر بكره خلاص - امي بتحترمني جداااااا
سوووو : ايه يا منيل دي ؟؟؟ وبعدين انا مستني تليفون من مصر .. لو عايزيني ارجع يبقى لازم ارجع
لقيت اميره بتقوللي
أميرة : يعني مش هاينفع تجعد التلات تيام !!؟
التلات تيام ده مصطلح عندنا في الصعيد .. التلات تيام دول اللي هم الجنازه .. لازم اهل المرحوم يقعدو عشان الجنازه وكده
سوووو : مش عارف والله يا (اميره) .. انا اذا كان علي عايز اقعد .. آهو ارتاح من زحمة مصر وخنقتها ومن الشغل شويه
(دنيا) تقريبا فهمت من حركة الشفايف ايه الموضوع .. لقيت في عينيها نظره غريبه .. كأنها بتقوللي لأ .. ماتمشيش
- وبعديييييين بقىىى !!!!!!!!؟؟ -
الساعه 11 بالليل .. وصلنا عند بيت عيلة ابويا .. والحريم دخلو من الباب الوراني .. وانا دخلت على المنضره من باب مطبخ .. ولقيت عم (سيد) .. لسه جاي اقوللو يعمللي فنجان قهوة .. لقيت (ايمن) ابن عمي بيقوللي اكلم ابويا عشان عايزني
- ياخوفي يا بدراااان -
لقيت ابويا واقف بره الصوان وبيقوللي
ابويا : محمود زميلك في الشغل اتصل بيك عالموبيل بتاعك لقاه خارج نطاق الخدمه .. وبيقولك لازم تكون في مصر بكره عشان في عندك شغل الصبح
سوووو : خلاص .. هاتصل بيه واشوف
ابويا : ما ينفعش تاخد اجازه كام يوم .. على الاقل عشان الجنازه
سوووو : مش عارف والله .. عموما هاحاول
بعد ماخلصت كلام مع ابويا قمت متصل بمحمود زميلي في الشغل .. وقلتله
سوووو : الوووووووووون .. ايه يا ابني ؟؟؟
محمود : انت فييين ؟؟ انت لازم تيجي بكره الصبح .. ضروريييييي
سوووو : في ايه بس .. هدي اعضائك كده وقوللي في ايه
محمود : يا ابني الشغل كله متدربك .. وانا مش عارف اعمل حاجه
سوووو : ههههههههههه .. هشان تعرفو قيمتي يا بقر
محمود : ياسيدي انا عارف والله .. بس هانعمل ايه
سوووو : خلا ص خلاص .. ماتتحايلش علي اكتر من كده .. هاشوف ايه النظام وربنا يسهل
محمود : والنبي يا سوووو .. عشان خاطري لازم تيجي
سوووو : خلاص يا ابني ماتعيطش .. قلتلك هاشوف وابقى ارد عليك
محمود : خلاص .. مستني تليفون منك
سوووو : اوك .. مش عايز حاجه من هنا ؟؟ - طبعا عزومة مراكبيه
محمود : آآآآه .. ياريت تجيب معاك بتاع قرصين تلاته فطير بلدي وكام كيلو لحمه
سوووو : ......... - ده انت العشم واكلك مووووت
محمود : وياسلام لو فيهم كام بطايّه على كام جوز حمام .. ومش هاوصيك بقى في الفراخ البلدي وياريت
سوووو :- مقاطعا - الو .. الو .. الصوت بيقطع .. الو
محمود : ايوه يابني بقولك هاتلي كام جوز حمام على كام بطايه على
سوووو : يادي النيله .. الشبكه بايظه بايظه .. الو .. الو .. مش سامع حاجه يابني
محمود : خلاص ماتجبش حاجه معاك
سوووو : خلاص زي ماتحب
محمود : ايه ده .. مانت سامع اهه وبتستعبط !!؟
سوووو : الو .. الو .. مش سامعك يابني
وقفلت السكه قبل مايقوللي اجيب محافظة سوهاج كلها وانا جاي مصر .. هو فاكرني قاعد في كارفور ولا ايه !!!؟؟
خلصت المكالمه ورحت عشان اقول لامي اني لازم انزل مصر النهارده .. طلعت الدور الاولاني .. بس ماشفتش اي حريم خالص .. هم راحوفين .. لسه هاطلع الدور التاني لقيت (دنيا) نازله من على السلم .. لما شفتها .. حسيت اني فرحان .. او مبسوط .. مش عارف .. عايز اسألها على امي .. بس مش عارف هاتفهمني ولا لأ .. وخايف اني لو سالتها ومافمهتنيش يبقى منظري وحش قدامها .. او منظرها وحش قدامي انها مافهمتنيش .. قربت منها .. وهي باصاللي .. وعينيها بتقول كلام كتير .. لأ لأ يمكن انا بيتهيألي .. عايز اتكلم ... بس لساني مربوط .. مش عايز ينطق .. زي ما يكون لساني بيقوللي هي ما ببتكلمش .. يبقى انت كمان ماتتكلمش .. انت لازم تحس بيها من غير ماتقول كلمه واحده .. امال بيقولو عليك شاعر ازاي
سوووو : في فرق بين اني اكون شاعر .. واني اكون باحلم
سوووو : مافيش فرق .. الاتنين حاله واحده .. بس عقلك هو اللي بيخللي لسانك يعبر عن الحلم في هيئة شعر
سوووو : شعر ايه وحلم ايه .. انا اكيد بيتيهألي .. مش ممكن اكون .. انا .. باحب !!!!؟؟
سوووو : ومش ممكن ليه .. انت انسان .. من حقك انك تحلم وانك .. انك تحب
سوووو : ياااااااااااااااه .. يعني هو ده الحب اللي بيقولو عليه ؟ هو ده الحب اللي انا قريته في روايات (السباعي) و(يحي حقي) .. هو ده الحب اللي بيغنوله ؟؟؟
سوووو : ايوه يا اخي .. مش عيب انك تحب .. العيب .. انك ماتعترفش بالحب
الكلام ده كله كان حوار بيني وبين نفسي .. قدام (دنيا) .. الي تقريبا سامعه كل كلمه منه .. او حاسسه بيه .. او يمكن انا باتمنى انها تكون حاسسه بيه .. لسه هابدأ اتكلم معاها .. سمعت صوت ستات نازلين من على السلم .. (دنيا) لما شافتني بصيت فوق .. وحست انه ممكن يكون في حد نازل .. قامت ماشيه .. عيني جات في عينها . وكأني باقولها .. ماتمشيش .. ردت علي بابتسامه بسيطه .. وكأنها هي كمان .. بتقولي .. ماتمشيش
الساعه 12 بالليل .. الناس اللي جايين يعزو مشيو .. واللي قاعدين .. احنا وقرايبنا ونسايبنا وبس .. يعني حوالي اربعين او خمسين واحد بس .. لقيت عمي (محمد) بيقول ل(ايمن) يشوف الطباخين اذا كانو خلصو الاكل عشان الناس ياكلو .. نزلت معاه .. وتقريبا نفس اللي حصل في فرح حماد .. حصل تاني في جنازة عمي .. انا لغاية دلوقتي .. الموضوع ده عامل لي ارتباك في عقلي .. ويمكن انتو كمان كده
المره دي قعدنا انا وولاد عمي عشان ناكل مع الناس .. كلنا قرايب في بعض يعني .. بعد ما خلصنا اكل .. قعدنا نشرب شاي ونتكلم عن المرحوم .. وكل واحد من عمامي وقرايبي يفتكرله موقف كويس .. من الحاجات اللي اتقالت انه كان مره راجع من الغيط .. لقى خناقه بين اتنين شباب .. مايعرفهمش .. لكن نزل وفض الخناقه بينهم .. ومشي تاني .. الحكايه دي على قد ماهي بسيطه .. ومافيهاش اعجاز علمي ولا حاجه .. انما انا الوحيد اللي كانت شاغلاني .. ويمكن شاغلاكم انتو كمان .. في كام خناقه بنشوفها واحنا ماشيين كل يوم .. هل في مره واحده حاولنا اننا نفض الخناقه دي .. ما اعتقدش .. عارفين ليه .. عشان العلاقات عندنا في مصر او في القاهره او في الاسكندريه او اي بلد كبير نسبيا عن الصعيد .. مش زي العلاقات في الصعيد .. احنا بنخاف اننا ندخل نفض خناقه .. بنقول لروحنا
- ياعم وانا مالي
- ماينوبك يا مخلص .. غير تقطيع الهدوم
- ياعم دول عيال حراميه .. وتيجي تفض ما بينهم ينشلوك
انما مافكرناش اننا ندخل بين اتنين بيتخانقو .. ونفض مابينهم
ياترى ده خوف ؟؟؟
ولا لامبالاه ؟؟؟
في حكايه تانيه عمي (محمد) حكاها .. كانت زمان قوي على ايام جدي .. في واحد من ولاد الليل او المطاريد .. خطف ابن واحد كان شغال في الغيط بتاع جدي .. عامل غلبان .. ولما خطفه كان فاكر انه واحد من عمامي .. وبعت واحد من رجالته يقول لجدي انه عايز الفين جنيه .. لكن جدي قاللو ان ده مش من ولاده .. وان العيل الصغير ده ابن فلاح غلبان .. مايعرفش يجيب ميت جنيه حتى .. قام المرسال طلع لابن الليل ده وقاللو الكلام ده .. ابن الليل قال انه هايقتل الواد بما ان الحكايه مش جايبه همها .. ومادام مايقربش لعيلة (العطيفي) وده اسم عيلة ابويا .. يبقى مافيش حد هايدور على تار ولا حاجه .. عمي (عبد الراضي) لما عرف الكلام ده من واحد من المطاريد .. راح لجدي وقاللو باللي هيعملوه في الواد الصغير .. جدي كان عايز يعمل حاجه اويبعتلهم الفلوس حتى .. بس ازاي .. مين اللي يقدر يطلع للمطاريد فوق في الجبل والدنيا ليل .. عمي قال انه هايطلع .. بس جدي كان خايف عليه .. لكن عمي قاللو
عمي عبد الراضي : لو ماطلعتش جبل الصبح .. ممكن يكونو جتلوه
جدي : بس يا ولد اخوي انا خايف عليك .. دول مطاريد وماعيهمش حد
عمي عبد الراضي : ياعمي لو مت .. ابقي مت وانا باعمل حاجه زينه .. وبعدين يا عمي .. اعتبر الواد ده واحد من عيالك .. اكيد كنت هاتطلع انت بنفسك .. مش كده ؟؟
جدي : معاك حج يا ولدي .. انا هاجي معاك
عمي عبد الراضي : لا يا عمي .. عشان مايمسوش شعره واحده من راسك .. سيبني آنا هاجدر اتكلم معاهم .. ياللا يا عمي جبل النهار ما يطلع
وفعلا .. طلع عمي الجبل .. لما المطاريد شافوه وهو راكب على فرسه .. قالو ده مين ده ؟؟؟
واحد منهم : انت مين ؟؟ وداي هنا ليه ؟؟ - جاي هنا ليه
عمي عبد الراضي : انا (عبدالراضي العطيفي) .. داي رايد خير للواد الصغير اللي عندكم
واحد تاني : انت ما عارفش احنا مين ؟؟؟؟؟
عمي عبد الراضي : عارف .. وقلتلكم انا رايد خير
واحد تاني : يعني ما خايفش مننا اياك ؟؟؟
عمي عبد الراضي : لو قلتلكم اني ما خايفش ابجى كداب .. انما خايف على الواد .. مش على روحي
لما المطاريد شافو الاصرار في عيون عمي .. وشافو ان قلبه ميت .. راحو سايبن الواد .. والفلوس كمان
- مجرد حكايه من الحكايات اللي سمعتها .. تصدقوها او ماتصدقوهاش .. عادي -
الساعه 2 بالليل .. بعد ماقلت لكل الناس اني لازم انزل مصر عشان عندي شغل وكده .. شافو اني عندي عذري .. واني عملت الواجب وزياده كمان
روحت على بيت عمي عشان اجهز الشنطه بتاعتي .. كان معايه (مصطفى) الدبابه البشريه .. فاكرينه .. ابن بنت عمي اللي اكبر منني بسنتين وبيقوللي يا خال .. وهو نفسه اللي لعب معايا تحطيب وكان هيخرشمني .. الواد ده غلبان قوي يا اخواننا .. كان زعلان اني هارجع مصر .. كان شويه ويعيط .. زي ما اكون مش هاشوفه تاني ولا حاجه
- يا عالِم .. الاعمار بيد الله -
طلعت على محطة القطر وكان معايه ولاد عمي وولاد خالي .. ولما مالقيتش حجز في القطر اللي جاي كمان نص ساعه تقريبا .. قررت اني اركب وابقى ادفع الغرامه وخلاص .. قعدت مع ولاد عمي شويه .. وكان معانا (محمد) ابن المرحوم .. وقعدنا نهزر .. عشان نخرجه من حالة الحزن اللي هو فيها .. وفعلا .. قعد يضحك .. افتكرنا يوم الغيط لما وقعت في الترعه .. وافتكرنا ساعة لما اتلمينا وأكلنا يوم الفرح في الاوضه وشغل التخطيف في الاكل والهزار ده .. وقلتلهم على ريحة رجل (علي) ابن عمي .. واتضح انهم كلهم عارفين الموضوع ده .. وقعدنا نضحك
بصراحه .. انا كنت زعلان اني هامشي .. زعلان اني مش قاعد هناك معاهم .. بس هاعمل ايه .. ماينفعش اني اسيب شغلي وحياتي في مصر .. وآجي اقعد هنا .. مش عشان حاجه وحشه .. بس عشان انا ما اتعودتش على الجو ده .. للاسف
الساعه 4 الفجر .. القطر جه .. وسلمت على ولاد عمي .. وطبعا بوس واحضان تاني
- زعبله القله رجع تاني -
دخلت العربيه وقعدت على كرسي كان جنب الشباك .. سلمت عليهم تاني .. بس المره دي كان من بعيد .. من خلال القزاز بتاع الشباك .. وبدأ القطر يتحرك .. كانت في واحده قاعده قدامي معاها بنوته صغيره .. قموره جدا .. قعدت الاعبها واضحك معاها .. شويه ولقيت المفتش راح جه .. قلتله اني مش قاطع تذكره .. قاللي ممكن ادفع غرامه واقعد زي ما انا هنا .. سألته اذا كان الكرسي ده محجوز ولا حاجه .. يعني عشان لونمت وجه صاحب الكرسي ما يعملش مشاكل .. قاللي لا .. استغربت قوي .. يعني الكرسي ده فاضي ومع ذلك في المحطه مش عايزيني اقطع تذكره وبيقولولي مافيش اماكن فاضيه .. ازاي يعني ... دفعت التذكره والمخالفه وانا مستغرب .. وقعدت بافكر .. يعني هم عارفين في المحطه .. ومع ذلك ماقطعوليش تذكره .. يبقى اكيد بياخدو نسبه من المخالفات .. او بياخدو المخالفات ليهم
ما حبتش اوجع دماغي في الموضوع ده .. وقعدت بافتكر .. افتكر كل المواقف اللي مرت بي في الرحله دي .. الرحله دي غيرت فيّ حاجات كتير .. الرحله دي ما كانتش للصعيد .. لأ .. الرحله دي كانت جواي انا .. عشان اعرف اصولي .. اصولي اللي انا وانتم ابتدينا ننساها
البنت الصغيره اللي قاعده قدامي .. شافتني .. قعدت اطلعلها لساني واعملها حواجبي .. ضحكت
وضحكت انا كمان معاها
ضحكت وانا باسأل نفسي
ياترى يا بكره .. هاتيجي ومخبّي ايه لينا
ياترى يا بكره .. هاتعود تاني .. أفراحنا وليالينا
ولا هاتبقى .. انت كمان .. يا بكره .. علينا
ونمت على صوت البنوته الصغيره البريئه .. وهي بتضحك
النـــــــهايــــــــــة
سوووو